سعيد مرجاني … الرجل المحب لمدينة الجديدة… لم يعد بيننا

بقلم حسن فاتح
خطف “ملك الموت” يوم الأربعاء الأخير من مدينة الجديدة أحد أفضل رجالاتها وأنشطهم على الإطلاق في العمل الجمعوي والاجتماعي، كان رئيسا سابقا لجمعية قدماء الدفاع الحسني الجديدي، وأحد الأعضاء المؤسسين لجمعية دكالة، كما يعد من أهم الأطباء والجراحين المساهمين في القافلات الطبية ذات البعد الانساني.
لقد غادرنا المرحوم من خلال ميتة مفاجئة، على إثر أزمة قلبية حادة، أربكت كل الناس الذين يحبون هذا الرجل الطيب، السخي والمعطاء، إنه الدكتور سعيد مرجاني، ابن الجديدة وابن زنقة “سيركوف” بحي الصفاء، كانت فيلات “بن الشرقي” شاهدة آنذاك على طفولته الى جوار إخوانه وأبناء حيه، أقربهم اللاعب السابق للدفاع “كريمو الشركي”.
نشأ وترعرع سعيد مرجاني بمدينة الجديدة، في جو من الانضباط والتربية والاحترام، من أم فاسية الأصل “السيدة عزيزة”، ووالده “السيد مرجاني” رجل الامن وابن البلد بارتدائه لطربوشه المغربي، وبعد وفاته قررت العائلة مغادرة المدينة نحو الدارالبيضاء، لكن الجديدة لم تغادر قلب “سعيد” واحتفظ بعشقها الى أن كبر جذوره فأصبح شجرة طرحت مع مرور السنين ثمارا وفاكهة حب وسخاء وتضامن لأبناء مزغان.
لم يستطع طالب العلم “سعيد مرجاني” الموازنة بين الرياضة والدراسة كما فعل صديقه “بوشعيب الاسفاري” مع فريق لوهافر الفرنسي لكرة القدم خلال سنوات السبعينيات، إذ تخلى المرحوم عن ممارسة كرة القدم من أجل إتمام دراسته بكلية الطب بستراسبورغ وبالمستشفى الجامعي “افيري”، لكن لم ينس أبدا عشقه للرياضة ولكرة القدم، فأصبح بعد التخرج وممارسة المهنة إلى جوار صديقه الحميم الأسفاري من الأعمدة الداعمة لجمعية قدماء اللاعبين الدفاع الحسني الجديدي، التي رأت النور في السبعينيات على يد “محمد منديب”.
أتمم “مرجاني” دراسته العليا بجامعة ستراسبورغ وتخرج طبيبا وجراحا متخصصا في الأحشاء، وكان زملائه يلقبونه بالعداء سعيد عويطة بفعل سرعة وخفة يديه في الجراحة، لقد أنقذ الطبيب مرجاني بفضل كفاءته المهنية المئات من المرضى عبر عملياته الجراحية الدقيقة الناجحة، كما قدم العديد من المساعدات للمرضى المحتاجين، وكان حازما في عمله حينما أخذ المسؤولية في مستشفى الضمان الاجتماعي بالدارالبيضاء.
وفي بداية الثمانينيات تقلد “مرجاني” مهام طبيب المنتخب الوطني لألعاب القوى، و شارك من خلالها في تظاهرة ألعاب البحر الابيض المتوسط سنة 1983، والتي كانت الانطلاقة الفعلية لمسار مهم في هذه الرياضة للمغرب طيلة سنين، تألقت برفقته نجوم كبيرة كسعيد عويطة، نوال المتوكل، شريفة المسكاوي …، كما شارك المرحوم في تظاهرات رياضية كبرى مع المنتخب المغربي في الألعاب العربية والافريقية …
ونظرا لشعبيته امتلك “سعيد” صداقة متعددة ومتميزة خاصة مع ممارسي رياضته المفضلة، والتي هي كرة القدم، فانخرط مع أصدقاءه القدامى لتنشيط جمعية قدماء الدفاع الحسني الجديدي، ليتقلد خلال سنوات معينة رئيسا لهذه الجمعية، فكانت في عهده أكثر تنظيما ونشاطا، حيث عرفت الجمعية في عهده تنظيم الكثير من التظاهرات السوسيو – رياضيةّ، بمختلف إقليم الجديدة وحتى بمدن الدارالبيضاء، بنسليمان، تطوان ..، وبعد تسليمه لمشعل الرئاسة لأحد أبناء الفريق، استمر “مرجاني” في تقديم الدعم من مكانه في الظل.
لم يكن يتوارى “سعيد مرجاني” أبدا عن المشاركة مع أصدقائه في تنشيط مباريات قدماء اللاعبين مع فرق متعددة في المغرب، فلقد كان لهذا الرجل “الجديدي – البيضاوي” اتصالات متنوعة مع قدماء لاعبي الدفاع والرجاء، الراك، الوداد، نهضة السطات، شباب المحمدية، المغرب التطواني، خريبكة، اولمبيك اسفي ….
ومن أجمل المقابلات التي لعبها هي التي كانت ضد قدماء فريق “الراك” سنة 2007 بمناسبة تكريم أحد اللاعبين، أمام لاعبين كبار أمثال الشرقاوي، أجاكا، رفقي، نجيب، حموني، جمال، ناصر …، تألق المرحوم في تلك المباراة، سجل وصنع تمريرات وأمتع نخبة من الجماهير العاشقة لكرة القدم القدماء في ذلك اليوم، لتختاره الجماهير في النهاية كأحسن لاعب في تلك المباراة.
كان المرحوم بفرط حبه للجديدة يصرح للجديديين بأنه يحب الجديدة أكثر منهم رغم أنه غادرها لسنوات طوال، وكان دائما يوصي ويحث على تكريم ودعم اللاعبين القدامى وكذا التقرب ومواساة العجزة المنسيين بالمدينة، كما كان مكتبه الكائن بمرس السلطان بالدارالبيضاء مفتوحا أمام كل أصدقائه وخاصة الجديديين، ويعمل على توزيع المساعدات والأضاحي على المحتاجين منهم، كما كان يحب رحمه الله تجميع أصدقائه من الجمعية عبر ولائم، فقط ليرى الابتسامة على وجوه أصدقائه القدامى.
لقد غادرنا “سعيد مرجاني” من دار الفناء الى دار البقاء، ليلتحق بجملة من الأصدقاء الذين أحبهم وعلى رأسهم “بوشعيب الاسفاري” سنة 2008 بعدما حزن عليه كثيرا عند مماته، كما التحق “المرحوم سعيد” بجملة من الأموات الذين قدموا الشيء الكثير للجديدة وللفريق الجديدي أمثال اليزيد الشركي، إدريس شاكري، فكان وغيرهم.
رحل عنا المرحوم “سعيد مرجاني” يوم الأربعاء 25 يناير، وترك فراغا كبيرا بين الجديديين والدكاليين، لكن لن يغادر أبدا قلوبهم و ذاكرتهم … وذاكرة دكالة.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
admon
Abdellah Morjane
رحم الله الفقيد
admon
Ahmed Zerouali
الله يرحمو برحمته الواسعة
admon
Zhour Blila
انا لله وانا اليه راجعون. اللهم ارحمه وارحم جميع المسلمين الاحياء منهم و الاموات
admon
Abdo Dhj
الله يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته
Ahmed Mounir
Benyous allah irahmou oui wassa3 3alih !
admon
Abderrahmane Sahnoun
انا لله وانا اليه راجعون
admon
Mohammed Sairi
Puisse dieu les avoir dans sa sainte miséricorde nous sommes à dieu et à lui nous retournons
admon
Abdellah Hilaly
اللهم ارحمه واغفر له وتجاوز عنه وارزق أهله وأصدقائه الصبر والسلوان يا ارحم الراحمين.
admon
Ali Sodaigui
Les hommes qui ont marqué notre mémoire ne meurent jamais .
admon
Mostafa Fatih
Que Dieu ait son âme et lui accorde sa miséricorde nous sommes à Dieu et lui retournons.